12- كنت قاب قوسين او أقرب للقتل اوالإعدام في السليمانية 1991 وانقذني كوردي من السليمانية اسمه سردار !

قصة ..سردار الكتبي... والسليمانية
الرائد صباح الحمداني مساعد امر فوج الدفاع والواجبات - موقع السليمانية 1991

عام 1990 عام الكارثة التي اجترحها صدام للعراق ولامة العرب :
, تم استدعائي ضابط احتياط برتبة رائد ! بعد غزو الكويت , وكانت القيادة  السياسية الغبية قد استدعت كل الضباط الاحتياط والمواليد حتى عمر 50
وكان حمير القيادة , يتحضرون للقتال ويجيشون الجيوش وبالاعداد المتاحة ! وشعارهم تجميع 2 مليون لقتال الحلفاء !
قائدنا الغبي صدام !
الذي توقف تفكيره عن اي فعل صحيح وكانت امامه خيارات صحيحة ومنها :
1- الانسحاب من الكويت مع الاحتفاظ ببعض المناطق { المتنازع عليها } مثل جزيرة بوبيان وجنوب صفوان
2- الغزو كان يفترض ان يكون محدود الى حدود الجهرا { في الستينيات } كانت النقطة الحدودية العراقية الكويتية عندها
3- عدم الغاء الكويت كدولة وعاصمة { علمها مرفوع في الامم المتحدة } .
4- كل هذا يمكن ان يقود الى مفاوضات ومحاورات قد تستغرق عشرات السنين !ولكان رضخت الكويت الف مرة ومرة

ولكن الغبي غبي ... ولو طوقته بالذهب
اصرّ صدام على الاحتفاظ بالكويت ولم ينصاع لاي حل طرح عليه .
اكاد اجزم ان صدام .,, كان الشخص الوحيد الذي يتصوّر انه سيتمكن من الاحتفاظ بالكويت وسيسكت العالم  عن غزوه ويخاف منه! كما نوه برزان اخوه غير الشقيق في مذكراته ان صدام يستخدم اسلوب { حافة الهاوية } اي يجبر عدوه ويسحبه الى حافة الهاوية مهددا اياه بالرمي بالهاوية .. وهما يسيران للهاوية وقد فعلها في غيرها ونجح !
اما مع امريكا وبوش , فلم ينجح الامر .. وسقط العراق في الهاوية !


المهم نعود لقصتنا ..
صدام المجرم طلب اكثر من نصف مليون ضابط وجندي احتياط للقتال !
وتم تعييني في شهر شباط-1991 { مساعد امر فوج ودفاع وواجبات السليمانية }
ويا له من فوج احتياط { جنوده وضباطه معطلون وغير مسلحون } وقدرته القتالية صفر !

المهم : تابعوا الاحداث :
يوم 6-آذار كنت في مبنى مديرية امن السليمانية { معزوم على العشاء } مع آمر فصيلي في اعدادية الشرطة 1969 { مدير الامن العقيد سيد خلف الجوعاني  رحمه الله}
وبحضور ابن عمي وصديقي وصديق الطفولة { المرحوم الرائد محمد عبد الرزاق محمد الحمداني } اعتقل 1973 في احداث مؤامرة ناظم كزار وافرج عنه بعد اسبوع
لعدم ثبوت اشتراكه او معرفته بفصول المؤامرة , واشتغلت في صغري مع محمد لعدة اشهر عند والده { النجار } مقابل مبنى جامع النبي شيت بالموصل
وكنا انا وهو نتعلم النجارة في حينها .وقد قدمنا سوية الى اعدادية الشرطة وداومنا سوية في 1968.
وكنا في تلك الليلة ..
نسترق الاخبار { الفصائل الكردية } وهي تهمّ بالهجوم على السليمانية .. فقال لي الرائد محمد .. اليوم اقترح عليك ان تنام عندي ونتسامر حتى الصباح .. فقلت له
{  لا ارتاح الا في فراشي يا محمد وغدا صباحا سوف اتي لاتناول الفطور عندكم }.
فودعته وغادرت الى مقرنا المجاور لمهبط الطائرات في موقع السليمانية . ولم اكن اتصور انني سوف لن ارى صديق طفولتي محمد بعد اليوم رحمه الله كان طيب القلب مثل الذهب 24 قيراط

 في يوم 7-آذار 1991 ..
جائني صباحا { الكاتب سردار الكتبي } كان كاتب في المقر  وقال لي { سيدي بعد ساعة سوف يهاجمون المحافظة ! كما كانوا يسمعون الاخبار من اذاعات اليكتي
وطلب الاذن مني للذهاب الى البيت . حتى الظهر ليعود لانهم اذا ودوني معكم اقاتل فسوف يقتلوني باعتباري كردي ! فقلت له اذهب لبيتك فرد علي
{ سيدي اذا تخربطت الامور .. فتعالني الى البيت } من تصل الى { فلكة الغزلان تسئل عن بيت سدار الكتبي ’ فيجلبونك للبيت } الناس كلها تعرفنا,
لانني لا اعرف بيته ولم اذهب له وانا لم اعمل بالفوج الا من 30 يوم .فسمحت له ..

موقعنا يهاجم بعد سقوط دوائر الدولة عدا الامن :
وبدأنا نسمع اطلاق الرشاشات والهجوم على المحافظة بعد ذهاب سردار ..
قمنا بتوزيع الجنود حول المقر . وبعد 3 ساعات جاءتنا الاخبار ان كافة مقار الشرطة والمحافظة قد سقطت بيد المهاجمين
تم تطويق الموقع ودخلوه من الباب الامامي . وانسحبنا للخلف متراجعين خارج الموقع من السور الذي يبعد عن اوكار الطائرات السمتية 300 م ,
وكانت نيران الاسلحة المتوسطة مثل البي كي سي   تطلق علينا بكثافة  من كافة الدور المجاورة او المحيطة بمقر الموقع ومهبط الطائرات .ومن اسطح المساكن وبكل انواع الرشاشات , فاصيب المقدم { رضا } وهو امر الفوج  ب 3 اطلاقات وكان يسير بجواري . فارسلته الى المستشفى ومن هناك قبض عليه وهو في المشفى .. وارسلوه الى منطقة تجميع الضباط الاسرى في
وبعد يوم تم اعدامه مع كونه جريح
اما انا شخصيا فقد رافقني نائب ضابط صحي { مسؤول المفرزة الطبية }  وكنت مرتديا { قمصلة شتوية } وكانت رتبتي تحت ونحن نعبر الشارع .. ونبحث عن { فلكة الغزلان } فاعترضنا , شخص لا نعرفه { فقال انا امر فوج دفاع كردية } المحسوبة على الاستخبارات .. فقال تعالوا عندنا في البيت وانا سوف اوصلكم .. بعد الغداء ..
 للعلم : 
 هذا الرجل لا اعرفه ولا استعرفه ..{ هكذا الاخوة الاكراد شعب مضياف } 
- اولا نصحني نزع الملابس العسكرية ومنحني ملابس مدنية ولبست عليها القمصلة الشتوية العسكرية { لان الجو كان بارد } فنحن في اذار وفي السليمانية
الوضع كان بالخارج اطلاق نار واعتقالات ومطاردات  .. وهو الرجل كان عنده عشرات الحماية فلم يتقرب احد الى بيته !
وكان مبيتنا عنده الى صباح اليوم الثاني .. 

وفي الصباح يوم 8-آذار 
 ارسل معنا احد رجاله .. ووصلنا الى فلكة الغزلان .. واوصولونا الى بيت سردار الكتبي ...
 بقينا في داره حتى فجر اليوم الثاني ... وكانت الاخبار تأتينا عن مقاومة { مديرية الامن .. وقد سقطت يوم 8-آذار عصرا ودخلوا للمديرية وتم قتل الجميع . ونهب المديرية
قال لي سردار انهم يعتقلون ويجمعون الضباط في القصر ...  
فمن هذه اللحظة انت { جندي احتياط واعطاني نموذج من نماذج الاجازات للعسكريين } كان محتفظ بهكذا نماذج ليستفيد منها لانه كاتب في مقر الفوج !
 كتبت اسمي على النموذج !
 باعتباري جندي احتياط .  كما هو بدون اية هوية .. ونفس مواليدي .. باعتباري جندي احتياط .. وغادرنا باتجاه جمجمال .. واعطانا اسم وعنوان خاله في جمجمال ليساعدنا في العبور دون مشاكل
مشينا من فجر اليوم 9-آذار ..
 متجهين سيرا على الاقدام .. ورايت جثث بعض رجال الامن { على الطرقات العامة } مفوض خالد في الامن وكانت هويته على صدره وقد قرأتها وانا اسير. وهو مقتول
واستمرينا .. نركب التراكتورات او السيارات  او اي واسطة  تسير في الطريق المؤدي الى جمجمال وكركوك !
لانه لا يوجد سيارات نهائيا .. بل مع المستطرقين
حتى وصلنا الى جمجمال .. مع غروب ذلك اليوم بالضبط .
طبعا 3 دوريات { بيشمركة اعترضوننا } وكان يدققوا الهويات واعطيهم الاجازة الدورية .. وكانوا يسألون { هل فيكم ضابط } وكنا نقول لا .
وانا لا احد يعرفني الا نائب الضابط - الطبي .

بتنا ليلتنا في جمجمال .. في منزل خال سردار .
وقام بضيافتنا .. عشاءا وفطورا ! 
وفي صباح اليوم الثاني .. اركبنا بالتراكتور ..واوصلنا الى 2 كيلومتر ,,, جنوبا باتجاه كركوك .. قبل السيطرة ب 5 كيلو
حيث كانت تدور معارك بين الجيش والبيشمركة !
فقال لي النائب ضابط { سيدي .. انا اخاف ادخل من القصف المتبادل فالافضل ان اعود للسليمانية وشجعني على مرافقتي } فرفضت  طبعا بهذه الاثناء دخل مشيا معنا جندي احتياط بدوي  من ربيعة كان يعرفني ويعرف علاقتي بنسابتي من شيوخ شمر ! فقال لي اياك ان تكشف رتبتك .. وكان يتكلم الكردي جيدا .. وقال لي { خلف الله عليه } امشي معي وسنصل خلف القطعات , .
اثناء هذا اعترضتنا مفرزة بيشمركة .. فقال احدهم { منو منكم زابط } فقلنا له ماكو ضابط بابا !!
وكنا اثنان .. ونحن نمشي باتجاه  دبابات الجيش التي تبعد عنا 1 كم .. وكان القصف متبادل .. وجثث الضحايا من الجيش على جانبي الطريق
واستمرينا بالمسير وعلى شكل قفزات .. يطلق علينا النار ... الجيش والبيشمركة 
... حتى اقتربنا من الجيش فقطعو ا النار .. لانهم عرفوا اننا غير مسلحين
واننا من الجيش المنسحب .. من السليمانية ..
المهم ..
على بعد 100 متر من اول دبابة .. رايت جثة جندي على قارعة الطريق ... فحكيت معه .. لمسته فاذا بجسده بارد .. مثل الثلج! رحمه الله
اكملنا الوصول وكان رامي الدبابة .. يرمي من فوق رؤوسنا الى حيث مفارز البيشمركة .. ليحمينا لكي نصل !
فعلا وصلنا الى ما  خلف الدبابات 200 متر .. 
وكان هناك تجمع ضباط وشاهدني احد المعارف { الرائد عز الدين من اهل الحويجة }
فرحنا سوية الى عقيد دبابات .. فشرحت له ب 10 دقائق ونحن وقوف الموقف في الخلف من السليمانية الى جمجمال :
وقد قام الرائد عز الدين .. بايقاف سيارة { قلاب - جهد شعبي } وقال للسائق اوصل الرائد صباح الى السيطرة !
وصلنا السيطرة ... فاذا فيها { النقيب سعد التكريتي - مسؤول امن السيطرة  وهو كان يعمل معي في اامن كركوك .. فرحب بي .. وتحادثنا قليلا ...
وامر احد مرتباته . بسيارته لايصالي الى بيتي في كركوك { خلف فندق الصنوبر } كما وصفت من قبل... ووصلت ظهرا للبيت ... 
للعلم بعد 10 ايام هاجم الاكراد كركوك .. واحتلوها ! ولهذا قصة ثانية 
سنحكيها

النتيجة :
قام الثوار الاكراد بسرقة محرّك سيارتي { اولدزموبيل 1990} وحرقها !
لانهم اكيد قالوا لانفسهم انها لقائد عسكري استلمها هدية من صدام ! والواقع اني قد اشتريتها قبل اشهر في كركوك .

للعلم :
- من 1990 الى 1994 , لم استلم اي تقاعد لان راتبي التقاعدي لا يكفي لشراء نصف طبقة بيض ! مع انني استلمت التقاعد حتى منتصف 1990
ولا يكفي لشراء بنزين لسيارتي .. لاسافر من الموصل الى كركوك لاستلام الراتب من تقاعد كركوك .
- لم استلم اي تعويض .. مع انني قمت بتثبيت الحادث , في حين قام  النذل الغدار صدام حسين بتعويض ضباط تكريت والدور بما فقدوه بتلك الاحداث وخاصة في كركوك وحتى علي حسن المجيد .
والى يومنا هذا .. 

رجاء ممن يقرأ وهو من اهالي السليمانية !
- انقذ حياتي الكوردي سردار  والده كتبي في السليمانية .. جزاه الله كل الخير !
فمن يعرفه يا ريته  يتصل به ليخبره !
فان والده صاحب مكتبة في السليمانية واكيد معروف ابو سردار وسردار
- حرق سيارتي كردي من الثوار ! 

لك الله يا عراق
اخزاك الله يا صدام حسين
ماذا فعلت بالعراق والعراقيين
انتقم الله منك على ما سببته للعراق

صباح الحمداني





هناك تعليقان (2):


  1. هل جزاء الاحسان الا الاحسان ..
    والاخطر من شهر من هذا التاريخ .. انقذني الكوردي سردار الكتبي في السليمانية ..
    وكان جندي كاتب في فوجنا .. والله لولا معاونته لي .. لما تمكنت من العبور الى كركوك
    بعد ان ابيد كل ضباط الفوج ...
    والمعركة دائرة جنوب جمجمال ! وتوكلت على الله وعبرت .. في فترة عناية من الله
    ودبابات الجيش تقصف وترمي .. والبيشمركة تقصف ... وعبرت من بين الجموع وعيني على الله
    وقلت يا ربي قد عملت خيرا كثيرا لوجهك الكريم .. فاذا كنت يارب تعلم انه هذا لوجهك الكريم
    فاخرجني من هذه الساحة . واوصلني بتي سالما .. .
    والله وبالله وتالله .. على بعد امتار مني اصيب امر الفوج عقيد كزار .. وقبض عليه واعدم
    وعبرت القصف .. والمعركة .. وعلى بعد امتار مني قتل ضابط صف عامر البياتي.. وتمدد على جنبه على الصخرة
    وعشرات الجثث لناس مظلومين قتلوا .. وهي من جرائم صدام .. ايضا . فما ذنبهم ؟؟؟
    الحمد لله .. عبرت .. ووصلت كركوك .. بعد 3 ليالي وانا في طريق عبوره ساعة واحدة بالسيارة
    الحمد لله
    ازرع تحصد ...
    تحياتي

    ردحذف
  2. انت كنت جزء من المنظومة الامنية فاحب تحكي النا عن العقيد خلف الجوعاني ضروف اقتحام مديىية الامن من كان فيها

    ردحذف