6- حادث اغرب من الخيال وقع لي : فلنؤمن ان من يزرع خيرا او شرا يحصده !!


ذكرياتي مع احداث سقوط كركوك 1991
زرعت خيرا , فواجهت خيرا !

قصة عثمان وبكر وعمر ! 

ازرع تحصد 

عام 1991 .
يوم 22 آذار دخل الاكراد كركوك وانتفض الاهالي ضد الجيش والامن وسقطت كركوك وخرجت عن حكم صدام وتفشل كل الاستعدادات العسكرية والأمنية الهائلة التي اتخذها (علي حسن المجيد) في هذه المحافظة والذي تعهد للرئيس العراقي السابق (صدام حسين) بالدفاع عن المدينة ومنع سقوطها بكل الوسائل ولم يستطع الوفاء بتعهده وخابت آماله ! 
واختارعلي حسن المجيد طريق الهروب للنجاة بنفسه بعد سقوط المحافظة بيد قوات البيشمركة والجماهير المساندة لها في ذلك اليوم التاريخي

بيتي ومسكني في كركوك :
 كنت املك بيتا خلف  فندق الصنوبر - في كركوك مجاور لمسكن المهندس حاج مظفر رحمه الله ! { اهل كركوك يعرفونه جيدا } ! 
وقعت الاحداث وبدأ نهب ومطاردة رجال النظام ! ولو كنت متقاعدا !
جاء بعض السراق والمستغلين للاحداث يبحثون لنهب بيتي { في حينه } 
وبدأوا بكسر الباب الخارجي ... وفي هذه الاثناء جاؤهم بالصدفة شخص { لا اعرفه} فاوقفهم .ومنعهم بالسلاح من كسر الباب ..للنهب!
وقال لهم هم{هذا بيت حجي صباح} ممنوع نهبه بامر{ المحافظ رستم كركوكي } وذهب الى مبني المحافظة .. الذي يبعد 100 متر عن باب بيتي فجلب فعلا ...أشعار من المحافظة { منع نهب الدار} والصقها على الباب .

تحررت كركوك بعد اسبوع  
كركوك مدينة اشباح !
كنت في الموصل ..
بعد اسبوع تم تحرير كركوك ... وذهبت الى كركوك ... مع سيارة حمل .. لنقل اثاث الدار الى الموصل , وقد عاونني الجيران في تحميل الاثاث .. واخبروني بالقصة ! ولم اعرف هوية { مُنقذ بيتي ومن هو هذا الشهم}{ في ذلك اليوم كانت كركوك عبارة عن مدينة اشباح وجثث القتلى في الشوارع والمنهوبات في الشوارع مبعثرة هنا وهناك }. ولم اجد حمالين لتحميل الاثاث فعاونني الجيران { جزاهم الله خيرا}... ونقلت الاثاث الى الموصل { حي الزهور } 

عدت الى الموصل ...
 وغادرت للالتحاق الى السليمانية حيت تم تحريرها قبل يومين .. ووصلت الى سيطرة كركوك باتجاه {جمجمال} ووقفت عند السيطرة فاذا بصديقي{ نقيبب الأمن سعد التكريتي} وهو يرحب بي وبدأنا نسولف عن الاحداث , وما ناقشناه او حكاه لي الاخ النقيب{ ان علي حسن المجيد قد امرهم باعتقال  المشتبه بهم ومصادرة السيارات لاستخدامها بالتحرير لان الاجهزة الامنية قد فقدت اغلب آلياتها } 
فاذا بالمفارز الامنية وقد القت القبض على عشرات من الناس واحتجزت سياراتهم  واغلبهم سيقوا للقتل والتصفيات ظلما وعدوانا !
بامر علي حسن المجيد بالقبض على الناس { عامي شامي } ومصادرة سياراتهم واستخدامها في التحرير .. 
واذا بشخص يصرخ بي ويناديني من بين جموع المحتجزين { عند السيطرة } فاذا به { عثمان واخيه عمر } صاحب محل { ميزانية عمر للسيارات } وهم اصدقائي .. واذا بهم مع المحتجزين وقد صودرت سيارتيهما نوع { سوبر- كراون } فقلت لنقيب سعد هؤلاء اصدقائي جدا .. وهم نظاف جدا .. فجلبهم .. لعندي واخبرني عثمان  انه هو من { انقذ اثاث البيت ومنع المخربين من تخريب ونهب بيتي } , 
فتكلمت مع نقيب سعد ... فاطلق سراح عثمان وعمر ... واعطاهما سيارتيهما الاثنتين .. واطلقهم مع عوائلهم .. واعادهم الى كركوك وودعتهم وعائلتيهما ! وانا افكر بالصدفة التي صنعها الله ! وجلبني في هذه الساعة بالذات !! يا الله 


انقذوا بيتي .. فانقذتهم بعد اسبوع ! 
من جرائم وتصفيات وقتل عشوائي يرتكب في كركوك وكل المحافظات التي تمت استعادتها !
في موعد الله اقره واثبته ... صدفة لا يمكن ان تحدث الا بترتيب من الله 
للأتي في ساعة .. محددة فانقذ هؤلاء من براثن الموت والدمار !

للعلم ... فقط والتنويه 
 تم حجز واعدام اثنين من اصدقائي من كركوك ,.. { احمد بن حجي انور كوبرلوي } وابنه عمره 10 سنوات  { صاحب محل البسة }... قبض عليه في عمليات الاحتجاز العشوائية , ولحقه ابنه لمنع الاجهزة من القبض على ابوه ... فاخذوا الولد معهم ايضا ... وتم اعدامهما .. مع المئات !!!
وكذلك تم .. احتجاز واعدام الحاج { عثمان العبيدي .. صاحب محل لبيع الادوات الاحتياطية } ورجل يبلغ من العمر 60 عاما ... حيث احجز واعدم ... ولم يعرف له قبرا .. في تلك الاحداث ! 
ولا شك ان كل كركوك تعرف هاتين الشخصيتين وكيف تمت تصفيتهم ومئات مثلهم


ما قصتي مع عثمان وعمر{ كراج  ميزانية وبلانص في صناعة كركوك } وكيف تعرفت عليهم؟
تعرفت على العائلة من خلال والدهم رحمه الله , كان يبيع اللبن والجبن في كركوك { سوق الشورجة } وكنت اشتري منه لبنا ولا افضل منه ! 
في يوم  قال لي .. عندي طلب يمك !! فقلت له اهلا وسهلا .. فشرح لي بعربية ركيكة .. انه ممنوع من السفر , وانه يريد السفر لتركيا لرؤية ابنه ..
 فقلت له قدم طلبا لمديرية الامن غدا ..وانا اتابع الامر فقدّم هذا الرجل على طلب الى { مدير امن كركوك } يطلب رفع منع السفر عنه , فاحاله مدير الامن لشعبتي .. { الشعبة الخامسة المعنية بمتابعة الهاربين من الاحزاب الرجعية } فطلبت استدعاء الرجل !
واتفقت معه وعلمته كيف سيجري الحال  ! فقلت له .. لكي استطيع ان ارفع المنع عنك .. فانني ساكتب تقرير انك حاضر للتعاون مع دائرتنا في اقناع ابنك للعودة للوطن ! وتقدم لنا تقريرا .. عن تحركاته هناك .. 
الرجل قال لي انا اجهل مثل هذه الامور فقلت له انا اريد ان اساعدك . وفقا للتوجيهات لدينا ! وعندما تعود .. سأعلمك كيف تكتب التقرير ! 
وهكذا كتبت { مطالعة جميلة وامنية } عن استعداد الرجل للتعاون وتقديم خدمات امنية لمراقبة الهاربين في تركيا { كذب ابيض } فوافق مدير الامن وطلبنا رفع المنع .. وفعلا منحناه الموافقة وسافر وعاد ! رحمه الله 
وكتبت له تقريرا عندما عاد ! وقد تعرفت من خلاله مع اولاده{ عمر- عثمان } وكان لديهم { كراج ميزانية وبلنص } في الحي الصناعي في كركوك ! 
واكيد هناك من يعرفهم من القراء !

المهم .. صرنا اصدقاء لس من اجل مصلحة ! فقد تقاعدت وعمري { 37 عام } في 1989 .. وكان الاخوين يزورانني واهلي بعد ابتعادي عن المنصب والجاه ! 
والقصة في اعلاه حدثت بعد عودتي للجيش{ مساعد آمر فوج الدفاع والواجبات - السليمانية }وصار ما صار

انتبهوا .. لمقدار الظلم والقتل والطغيان ! 
انتبهوا .. لأقدار الله 
نعم 
ازرع تحصد ... 
والحمد لله


بيتي في محافظة كركوك .. كنت قد اشتريته ب 1987
وبعته في نهاية 1990 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق