4- اسوأ مثال ! وأول درس سيء ! تعلمته في مديرية الامن العام !

متى كرهت العمل الامني وعلمت زيف رجاله وقادته ؟
مقدمة :
جملة قالها صدام حسين وصارت امثولة ونهج للنفاق والكذب والتزييف
 ولكل من يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول !
" من اخطر ما على النظام - شخص يوكل اليه النظام وهو يسيء الى النظام }

عام 1970
كنت  اعمل في أمن نينوى بمنصب
 "مأمور مركز امن الساحل الايمن "باب الشط  - الموصل
يوما كان عمري 18 عام قبل ان اتخرّج من كلية الضباط العالية عام 1976
كنت مشمول بخفارة ضابط الخفر في مقر مديرية امن نينوى آنذاك
وكان مدير امن  المحافظة آنذاك هو { المقدم عبد المحسن خليل } وهو من اهالي الموصل ونقل لاحقا الى مناصب متعددة ومنها ترقى الى منصب{ مديرالشرطة العام }

نعود لنكمل :

مدير الامن كانت خلف ظهره لوحة مكتوب فيها المقولة الرصينة :
" من اخطر ما على النظام - شخص يوكل اليه النظام وهو يسيء الى النظام }
في يوم  من الايام كنت الضابط الخفر في مقر مديرية الامن  !

واثناء خفارتي !
 كنت اقوم بجولات على الموقوفين , فاذ باحد المعتقلين مربوط من يديه بالشباك وفي حالة يرثى لها
قد عرفني وعرفته فورا فهو { صلاح بن ملا بوط } وهو من البعثيين المؤيدين للنظام السوري وكنا نسميهم آنذاك { المنشقين }  .
وهو من ابن محلة { باب الجديد } من محلتي وهو صديق اخي الكبير ايضا !
وهو اكبر مني سنا, ومن عمر اخي الذي كان بعثيا وصلاح من المنشقين .
وهكذا سلمت عليه , وصحت الحرس .. فجلب له ماءا وتحادثت معه , وانبته ونصحته بادب لماذا هذا حاله فمن الافضل له ان يعود للطريق الصحيح ! ويترك هذا العمل .
كما امرت الحرس ان يأتي له قليل من الاكل .. وفككت يديه عن التعليق ! ريثما يُنهي طعامه ,
{كان المحقق الامني أنذاك ملازم اول خيري جلميران والملازم عبد الرحمن الشكرجي}

المهم :

 في اليوم الثاني ذهبت للبيت ومنه للدائرة .. فاذا قد وردنا استدعاء عاجل وطاريء
من مدير الامن ليعقد اجتماع عاجل لضباط ومأموري مراكز الامن !
وحضرنا في غرفته !
وبدأ محاضرته اول ما قال وهذا لا انساه { والتفت الى اللوحة خلفه }

 وقال :
انظروا لهذه اللوحة ! انت كضابط امن مسؤول عن النظام فلا يجب ان تسيء الى النظام ! ان بعض مسؤولي الامن لا زال عنده { خط رجعة } مع اعداء الحزب !! مثل { صباح الحمداني }

يا ويلتي ..... اسقط في يدي
فقال نصا
الاخ صباح الحمداني .. امس بخفارته ..
يعطف على الموقوف المنشق صلاح بن ملا بوط ! ويشربه ماء ويعطيه اكل , ونحن في النهار نعذبه ونمنع عنه الطعام ليعترف !
اليس في هذا العمل اساءة وخط رجعة  ضد الحزب والثورة !
ووجه سؤاله لي { ليش يا صباح  عندك خط رجعة }؟؟

فقلت له  بطلاقة وانا أكاد ابكي !{ يا سيدي }
اولا- 
 ليس لدينا خط رجعة فنحن من عائلة كلها بعثيون !
ثانيا- 
 صلاح هو من ابناء محلتي , وانا اطعمته وسقيته لانه حسب ما درسنا في { اعدادية الشرطة }
انه لا يجوز تعذيب المتهم لاستخلاص الاعتراف منه بل بالقرائن والادلة وهذه من صفات المحقق الناجح !
ثالثا: 
 انا لا اسيء الى النظام بل الذي يسيء يا سيدي تعرفهم حضرتك ! 
الذين هم ليليا تراهم في ملهى الموصل يسكرون ويتواصلون مع مومسات وراقصات الملهى ويشربون الخمور{ بلوشي } 
ويستغلون عملهم الامني ويسيؤون للنظام ,
وكنت قاصدا بكلامي هذا ابن اخته { مفوض الامن زياد- مفوض من الدرجة الثامنة خريج ابتدائية }
وكان زياد هذا والمفوض عبد الاله اخو معاون مدير الامن العام عبد الخالق عبد العزيز والمفوض قصيد محمد داؤود !
 يوميا كانت هذه افعالهم  تراهم يداومون ليلا على ابواب ملهى { الدواسة } الشهير.! 
بُهتَ المدير:
فصمت مدير الامن { المقدم عبد المحسن خليل } , وقال لي انت رجال امن  حديث ويجب ان  تستمع للنصح وتتعلم ! وفض الاجتماع الطاريء

فماذا فعل بعد يومين  ابو النصائح بالحق عبد المحسن خليل ؟
ولغرض ان يتخلص مني رشحني { الى دورة عاجلة ل 3 اشهر  دورة الجودو والكراتيه الاولى في الامن العامة } ! ليتخلص مني ويعذبني !

محاولتي لانقاذ صلاح بن ملا بوط 
 في اليوم الثاني راجعت ضابط السياسية م اول خيري جلميران , وشرحت له ما صار بيني وبين صلاح وان صلاح مستعد للتعاون وليكون عونا للامن من خلال عمل التنظيم , كما يعمل جهاز الامن في مثل هذه الحالات , وطلب مني كتابة تقرير , بهذا , وقال ساخبر المدير , واذا وافق فسنطلق سراحه وستكون انت ضابط الارتباط وانت مسؤول امامنا , في تنفيذ العمل واعلنت عن قبولي للامر , هكذا افهم انا العمل الامني .. 
وبعد يومين علمت ان المدير الرائد عبد المحسن خليل رفض , واحاله الى المحكمة التي حكمت باعدامه . 

والحقيقة انها كانت
.
. فاتحة خير لي .. فاصبحت في نهاية الدورة { المتفوق الثاني }
المتفوق الثالث { الفريق الركن كامل ساجت}
المتفوق الرابع { ملازم محمد مطر }
 الذي كان مكلف بقيادة مفرزة القناصات لقتل البكر وصدام حسين في 30- 06 -1973  والتي عرفت بانقلاب ناظم كزار ! 
وبنهاية الدورة عدت الى أمن نينوى !

المقدم عبد المحسن خليل يزداد غيضا :

لم يتركني سيادة المديرالخبيث !
وكان الاجدر به تكريمي لانني كنت من المتفوقين في الامن العامة ورفعت رأس مديرية امن نينوى!
واذا بالمدير قد رشحني للنقل بمهمة { مأمور مركز امن الوليد } على الحدود السورية العراقية شمال ربيعة .

والله عيب  يا حضرة مدير الأمن :
وقبل ان انفك منقولا ! 
جاءت برقية ناظم كزار بنقلي الى امنعام الدورات بمنصب { مدرّب جودو وكراتيه} ,
 واسودت الوجوه !

واستمررت بالتدريب حتى 1980 .

ملاحظة :
1-
 أعدم ابن محلتي { البعثي المنشق } صلاح بن ملّا بوط  لأانه متآمر على الحزب والثورة !!! ويتحمل { مدير الأمن }  دمه امام الله { فهل تاب او سيتوب ؟ } عن جرائمهم ! هل سمعتموهم يحكون عن هذه الجرائم لنعرف انهم يتبرأون منه ؟
كلا لانهم يحسبون انهم خدموا العراق ؟؟ يا لغباؤكم !
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
2-
بعد اشهر من هذا الحادث في الموصل  قُتل المفوض زياد ابن اخت مدير الامن عبد المحسن خليل ! بعد ان اطلق على نفسه الرصاص وهو يلعب  بسلاحه الشخصي وهو سكران ! 

هذا هو الدرس :
 الذي تعلمته اول ما  تعلمته في الاجهزة الامنية !
في كلية الشرطة تتعلم ان المتهم بريء ولا يجوز استنطاقه بالتعذيب
وفي العملي : المتهم يجب ان يعلّق
 حتى يعترف بما لم يرتكب !
ماذا ستقولون لله يوم الحساب ؟





قاعة الجيدو في مبنى كلية الشرطة  1971
- ساحة الطيران -


طاقم المدربين 1970-1977
امنعام 
مع امر الدورات النقيب صلاح المدرّس
!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق