2- مشاركتي الطفولية في ثورة الموصل 1959 ضد حكم كريم قاسم !

 مشاركتي الطفولية  في ثورة الموصل 1959 ضد حكم كريم قاسم !
شهادة عيان .. اكتب ما شهدته بام اعيني وما سمعته في حينه وظل عالقا في مخيّلتي الى يومنا هذا
وهي ليست تاريخية ولا سياسية بل { ما رايته وسمعته }

مقدمة :
يا سادة يا كرام :

كنت في ال 7 من عمري عندما حدثت ثورة الشواف ضد حكم عبد الكريم قاسم , وكان مبعث الثورة اصلا .. هو ان الشيوعيين كانوا يعرفوا ان الموصل عصية على الشيوعية وطابعها كان إسلاميا سلفيا او صوفيا وقوميا بنفس الوقت , والشيوعية كما تعرفون من اعدى اعداءها الفكر { التوحيدي الإسلامي - والقومي } ,
فقرروا ان ينظموا قوافل تأتي بالقطار من بغداد لمؤيديهم وانصارهم وعلى نفقة الحكومة والحزب الشيوعي .. لتسير مسيرات واطلقوا عليها { انصار السلام } وهي واقعا كلاما مسخا .. لا يمت للسلام بصلة بل هذه المسيرة هي الشرارة التي حرقت وابادت ودمرت وقتلت وسحلت رجالات الموصل .

الموصل : باب اجديد وباب الثلمي :
وانا عمري 7 سنوات  اجتمع فتيان واطفال المحلة .. في منطقة باب الثلمي .. وصعدنا على الخان المطل على شارع باب الثلمي .. ويجاور مدرستنا الابتداية { العراقية }..وجمعنا ما استطعنا جمعه من حجارة وحصى وأزبال وعظام الباجة , وكنا بانتظار مسيرة السلام .. التي وصلت قادمة من منطقة { محطة القطار } ..

 وبدأنا برمي الحجارة والحصى .. على المسيرة .. عندها سمعنا طلقات نارية باتجاهنا .. فانبطحنا على الارض
وبدأت في الاسفل عراكات ومشادات وسب وشتم من قبل اعضاء المسيرة الشيوعية والناس المتجمهرين في المحلة .. المهم ولّت المسيرة مدبرة الى منطقة باب لكش ,
ليتلقاها اطفال وفتيان باب لكش  ومحلة { التنتنه } برمي الحجارة والزبالة ! فتفرقت المسيرات الشيوعية ’ على امل ان تتجمع في باب الطوب .

ثورة الموصل :

في تلكم الليلة , وردت اسماعنا وفي البيت من اهلي واخوتي و{ الراديون } يذيع اخبارا عن انقلاب قادضباط اللواء الخامسفي الغزلاني { وقائدها الشهيد الشواف } .
وفي صبيحة اليوم الثاني .. سمعنا اصوات  وازيز الطائرات المقاتلة الضخمة  وقصف على مقر الفرقة في منطقة تلال { الغزلاني } , وبدأت احداث الهجوم المقابل للشيوعيين ..
وبدأت اعمال النهب واقتحام بيوت وقصور الاثرياء وزعماء الفكر القومي والاسلامي في الموصل . وطرقت اسماعنا  الرصاص  والمصادمات والاشتباكات في شوارع وازقة باب الجديد .

وفي ظهر اليوم الثالث ..
 خرجنا الى شارع باب الثلمي .. فكان الشيوعيون يسحلون الجثث بالسيارات ويجوبون شوارع الموصل  ..
وقد اخرجت رأسي من بين الجموع المحتشدة .. فرأيت احد الضباط .. يسحل . من سيقانه وهو عاري من الملابس وقد قطعوا جهازه التناسلي وقد وضعوه في فمه . { شيوعيون لعنهم الله }
وذهبت عبر الازقة الى جامع العمرية .. 

والى باب اجديد ومحلة { الاشمطة -  بيت اخوالي  وجدي لأُمّي }
هناك فرأيت احد الجثث معلقة بعمود كهرباء ..  وهو عاري عن ملابسه .

مشاهداتي للشيوعيون والاقليات في اطراف الموصل

 ينهبون  ويحرقون بيوت وقصور اثرياء الموصل !

اخيرا 

عبرت الحوطات { قبور باب الثلمي } حاليا  مقابل محطة وقود باب الثلمي .. كان بيت { احمد بك الجليلي }  يبعد عن بيتنا 150 متر فقط وكان يفصل بيننا { حوطات المقابر } وشاهدت نهبا وسلبا وحرقا لاثاث القصر المنيف لآل الجليلي .. ورعاع النهب من الاقليات الشيوعية من اطراف الموصل التي كانت تسكن في قرى اطراف  الموصل باتجاه  اربيل ودهوك  وهاجمت الموصل
مع سياراتهم وتراكتوراتهم .
هذه هي ذكرياتي يومها !!




صباح الحمداني











1960
الطفولة

هناك 7 تعليقات:

  1. كلمن راح انطه ربع دينار لشيخ غازي الحنش شيخ طي وسوهم من عشيرتهم وكانو اسموهم طي ابو الربع

    ردحذف
    الردود
    1. صدقت اخي فعلا
      هذا ما جرى كما تفضلت
      مشكور على المرور والتعليق

      حذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  3. تصحيح؛ لم تكن حينذاك, الفرقة الرابعة في الموصل.. بل اللواء الخامس, وهو أحد ألوية الفرقة الثانية في كركوك.

    ردحذف
  4. نعم احسنت استاذ صباح الحمداني المحترم .. انا من بغداد لكن كنا سمعنا وعلمنا ما حدث في الموصل اولا ومن ثم كركوك ، عليهم لعنة من الله تعالى الشيوعيين ومن لف لفهم ، فهم خنازير اعاذنا الله واياكم من شرهم . والحمد لله رب العالمين ...

    ردحذف
  5. صدقت والله
    هذا هو واقع الحال
    وهذا ما مر على الموصل من احداث اليمة
    وجلل الامر وغطى بعد احداث 2014 وما بعدها
    فحرقت وتدمرت وابيدت الموصل
    ولا زالوا يسومونها العذاب

    ردحذف